نبذة عن الكتاب
نبذة
«ما يغضب إلياس المقدسي في أثناء جلوسه في المطعم الآن، أن سارقه الجديد لم يكتفِ بوضع يده عليه كما فعل الجنرال الإنجليزي من قبله، بل شوَّه هويته تمامًا. غيَّر تصميم خداديات المقاعد التي كانت يومًا مزينة بتطريزة الجليل الفلاحي المبهجة، واستبدل خشبًا قاتمًا لا روح فيه بالأرائك التي كانت مُطعمة بالصدف العكاوي.
لم يتوقف التشويه عند الديكور، فقد استبدل أيضًا فرقة جاز عبرية بالتخت الشرقي الذي كان يطرب القلوب ويعطي مساحة للمستمع، ليدندن بالعلياي والأوف والعتابا والميجانا وهو يؤرجل.
على الرغم من نفور إلياس من تغييرات شوَّهت ذكريات عائلته، التي كانت تتغدى كل أحد في هذا المطعم العريق، فإن تدني ذوق المستوطن خدم خطته بمثالية. فلولا أن الأرائك مستطيلة من خشب داكن معتم كالتابوت، لما استطاع أن يزرع فيها قنبلته، ولولا أن الفرقة العبرية تعزف ضوضاء عالية، لما كان نشازها تغطية ممتازة لصوت تكتكة مؤقت القنبلة التي يحيط بها ما لا يقل عن أربعين عضوًا من عصابتَي الإرجون وشتيرن، محتفلين بنجاح مذبحة ارتكبوها في قرية صغيرة منذ بضعة أيام.»
عن المؤلفة
وُلدت ميرنا المهدي في حي المعادي بالقاهرة، وتخرجت في مدرسة ليسيه الحرية في المعادي، ثم في كلية الألسن جامعة عين شمس. تخصصت في أدب وترجمة اللغتين الفرنسية والإسبانية، حازت عدة
جوائز أدبية من سفارتَي كندا وفرنسا والمركز الثقافي الفرنسي، لتُركز بعدها في كتابة أدب الإثارة والتشويق.
صدرت لها عدة روايات: «قضية ست الحُسن: تحقيقات نوح الألفي – الكتاب الأول»، و «جاز وروك – قائمة أغاني السفاح المثالي»، و «صديقي السيكوباتي»، و «قضية لُوز مُر: تحقيقات نوح الألفي – الكتاب الثاني»، و «دليل جدتي لقتل الأوغاد» (القائمة الطويلة لجائزة كتارا الأدبية)، و «قضية عنب الثعلب: تحقيقات نوح الألفي – الكتاب الثالث»، و «قنبلة للاستخدام الشخصي».