نبذة عن الكتاب
لا يُمكن ممارسة فِعل القراءة في هذا العصر دون طرح أسئلة جوهريّة باتت ملحّة إلى درجة لابدّ معها من الإجابة عليها: هل القراءة حقًّا هي نشاط يُمارس في العزلة؟ وهل ما زال القارئ في حالة انتظار دائمة للنقّاد، من جهة، كي يكشفوا له عن جواهر الكتب وأسرارها، وللناشر من جهة أخرى كي يقدّم له أرقى آداب العالم؟ إن الدّور الذي باتت تلعبه منصّات التواصل الاجتماعي لا يمكن إغفال تأثيره على فِعل القراءة، واختيار العناوين، وتكوين صورة شاملة عن الكتب نفسها بوصفها مُنتَجًا مشاعًا للمهتمّين، خارج الصّرامة الأكاديميّة والأعمدة الصحفيّة، وفي معزل عن الآراء التي تأتي من خارج مجتمع القرّاء نفسه، الذي بات يشكّل عضلةً واحدة قويّة لها رأيها في الكتب التي ترفع من شأنها، وتلك التي تحطّ من قدرها. يصوغ المؤلّف مصطلح “النّقد الافتراضي” في الكتاب ويطرحه للنقاش العام بين المهتمّين. ولا يكتفي بسَوق الأدلّة اليوميّة والأمثلة الباعثة على يقين ما يرمي إليه، بل إنّه يعثر في التراث الأدبيّ العربيّ على رمز يجذّر به الممارسة التي صاغ مصطلحها “إنّ لجوء كنفاني إلى الاختباء خلف قناع “فارس فارس” كان بسبب الحرية التي يمنحها له هذا القناع، حريّة الكتابة باللغة التي يختارها والأسلوب الذي يروق له، دون الخضوع إلى أيّ “فلتر” أو مساءلة، ممّا يؤهّله لأن يكون أعظم ناقدٍ افتراضي.”